السعادة الحقيقية بثلاثة
خلق
الله الخلق منهم المؤمنون ومنهم الكافرون
فَمِنْهُمْ
شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا
زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ
مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ
إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ
ليست
السعادة في جمع المال أو الجاه
وَلَستُ أَرى السَعادَةَ جَمعَ مالٍ وَلَكِنَّ التَقيَّ هُوَ
السَعيدُ
وَتَقوى اللَهِ خَيرُ الزادِ ذُخراً وَعِندَ اللَهِ لِلأَتقى
مَزيدُ
وَما لا بُدَّ أَن يَأَتي قَريبٌ وَلَكِنَّ الَّذي يَمضي
بَعيدُ
السعادة ثلاثة طبيعة أ.
إذا أعطي شكر ب. إذا ابتلي صبر ج. إذا اذنب تاب واستغفر
1. إذا أعطي شكر
الشاكر مثل النبي (افلا اكون عبدا شكورا) مثل أبراهيم (هذا
ليبلوني أأشكر أم أكفر) مثل ال داوود (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً
وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)
قال ابو حزم (كُلُّ نِعْمَةٍ لاَ تُقَرِّبُ مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ، فَهِيَ بَلِيَّةٌ)
قال مخلد بن الحسين ( الشُّكْرُ
تَرْكُ المعَاصِي)
الشكر ثلاثة أركان أ. يذكر نعم الله ب. اعتراف بأنه من الله ج. يصرف في طاعة الله
عذب
الله لمن لم من لم يشكر الله فقال الله
تعالى
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
2.
إذا أبتلي صبر
قال
الله تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا
تُرْجَعُونَ)
هذه
الطبيعة الثانية دال على حقيقة الصبر فقد قال الله تعالى
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
هداه
الله عليه وباركه على صبره في المصيبة قال الله تعالى
(أُوْلَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)
أعظم
المصيبة هو مصيبة الأنبياء والمرسلين ثم الصالحين ثم الأمثال فالأمثال قال الله
تعالى
(أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ
خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا
إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
جاء
النصر مع الصبر وجاء السعادة مع وجود المصيبة وأن اليسر مع العسر
3.
إذا اذنب
تاب واستغفر
قال
النبي صلى الله عليه وسلم (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ
التَّوَّابُونَ)
إذا
تيئس المذنب سيعذب الله تعالى وإذا تاب واستغفر تاب الله قال تعالى
(وَسَارِعُوا
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقال أيضا
(وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ
مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)
التائب
من الذنب كما لا ذنب له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (وَالتَّائِبُ مِنَ
الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ)
لذالك
ولا ييئس من رحمة الله فقال الله
تعالى
(قُلْ
يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)
شروط
قبول التوبة : أ. ترك الذنب ب. أن
يعزم على عدم العودة إلى ذنبه
ج. أن
يندم على ذنبِه الذي اقترفه ويتمنّى لو أنّه لم يفعلْه
د. أن
يردّ الحقوق إلى أصحابها: إن كانت توبته من ذنب فعله مع عبدٍ
ه. أن تكون توبته في الوقت المسموح بها
وَلَيْسَتْ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ
الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ
إِنَّ
اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ
وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى
وَفَقَنَا
اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِتَقْوَاهُ، وَالْعَمَلِ بِمَا يَرْضَاهُ، إِنَّهُ قَرِيْبٌ
مُجِيْبٌ، أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ
المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُوْرُ
الرَّحِيْمُ.
اَلْحَمْدُ
لِلَّهِ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا
كَثِيْرًا، أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا
النَّاسُ، اِتَّقُوْا اللهَ وَأَطِيْعُوْهُ، وَتُوْبُوْا إِلَيْهِ
وَاسْتَغْفِرُوْهُ،
مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ
نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ
شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
وَالْعَصْرِ*
إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
Tidak ada komentar:
Posting Komentar